مثل أوراق نيسان ...تساقطت الذكريات في بؤر النسيان

** ** **
مثل أوراق نيسان ...
تساقطت الذكريات في بؤر النسيان ...
و ارتوت أرضنا بأمطار الأحزان ...
و اختلس الزمن منا حبا ...
و أنبت بجوار ورودنا شوكا ...
و قرر أن يحول الفرح قرحا ...
و حول دمع المرح دما ...
لماذا يجور عليما الزمان ... ؟
و يمحي دوما ما كان ... ؟
يرمينا دون علمنا في مكان ...
أرضه من حمم البركان ...
و أكله من أوراق الريحان ...
إنه في عذابنا أعظم فنان ...
و مع آخر ورقة سقطت ...
هوت معها قطرات دموعي ...
و اختنقت بداخلي ...
كل كلماتي ...
و ارتجف معها كياني ...
و انكسر مثل الزجاج كبريائي ...
لم أعد أرى أمامي و لا ورائي ...
جردتني من كل معالمي ...
و تركتني في الوحدة أعاني ...
أداوي بالنسيان آلامي ...
و كأن الأوجاع لا تريد نسياني ...
و لا أن أراوح مكاني ...
تريد مشاهدة كيفية مماتي ...
الموت كان ذلك جزائي ...
رياح الغدر بي عصفت ...
و ذلك الإحساس البريء أخذت ...
دون أن تلتفت ...
أكملت السير و اختفت ...
أعاصير الأنين كذلك هبت ...
و دمرت .. و كسرت .. و حطمت
ما بقي من قلب أتعبه البحث ...
عن مكان آمن للمكوث ...
و إن كان مجرد أطلال بيوت ...
همه أن تسكت العواصف ...
و تلك السماء ...
فلتتوقف عن إمطار الدماء ...
لربما تمكن من إجلاء ...
أشلاء روح محطمة الأرجاء ...
لم أعلم أن الحب يقتل ...
و في وجهي الأبواب تقفل ...
و الستائر على نوافذي تسدل ...
في هدوء مخيف و قاتل ...
الضوء يختفي و يرحل ...
و الليل يحل مكان النهار ...
و ظلمة كالسهم الغدار ...
تدمي بقسوة روحي ...
و تحرث جسدي مثل الجرار ...
إنها تجيد عمل الفلاح ...
و تجيد كذلك دور الذباح ...
بقي أن تتقن شغل السلاخ ...
وداعا يا قتيلة العشق ...
يا من أدخلوك قبرا ...
و أغرقوه بمياه دموعك ...
ليضمنوا ألا تعودي أبدا ...
فمهلا على رسلكم صبرا ...
لو دفنتموني في أعماق البحر ...
لن أنسى ما لقيته من قهر ...
لأنني مت و بكل فخر ...
بحب خالص مثل الذهب ...
ولد معي منذ الصغر ...