فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام. القط أو القطوة أو البس ما بيحب غير خناقه، هكذا أمر العرب مع بريطانيا فكلما أمعنت لندن في ذبح العرب وخنقهم ازدادوا تعلقا بها، يصيح كاتب فلسطيني. هل يعقل أن يصلح توني بلير مثلا رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي سلمت بلاده فلسطين لليهود على طبق من ذهب والذي قتل مع بوش أكثر من مليون عراقي، هل يعقل أن يصبح مبعوث السلام إلى فلسطين؟ فعلا هزلت، يضيف آخر. أليس حريا بالعرب والمسلمين في ذكرى النكبة أن يتذكروا الجرائم البريطانية التي تقترف بحقهم حتى هذه اللحظة؟ ألم يغز العراق على الطريقة البريطانية؟ أليست الرسالة التي وجهها وزير الدفاع الأميركي للشعب العراقي في بداية الغزو نسخة طبق الأصل عن الرسالة التي وجهها الجنرال البريطاني ستانلي مود للعراقيين عام 1917؟ متى يضع العرب النقاط على الحروف مع بريطانيا؟ لكن في المقابل، أليس من السخف تحميل نكباتنا للإنجليز؟ من الذي باع فلسطين والعراق بقشرة بصل سوى العرب أنفسهم؟ ألم تكن بريطانيا أفضل من بقية المستعمرين؟ ألا تحن المستعمرات البريطانية القديمة إلى التاج البريطاني؟ ألم تنضو تحت لواء الكومنولث؟ ألا يعود الفضل للبريطانيين في نهضة الكثير من الدول العربية؟ ألا يكفي أن بريطانيا تستضيف ملايين اللاجئين العرب؟ أليست العلاقات العربية البريطانية أفضل من العلاقات العربية العربية سياسيا واقتصاديا؟ ألم تصبح بريطانيا مجرد تابع للعم سام منذ أزمة السويس عام 1956؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الأكاديمي الدكتور نور الدين فرجاني، وعلى المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية السيد جون ويلكس نبدأ النقاش بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
الدور البريطاني بين الأمس واليوم
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى، مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس. بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تعتقد أن بريطانيا مسؤولة عن معظم المآسي العربية؟ 85,2% نعم، 14,8% لا، دكتور الفرجاني في البداية ألا تعتقد أن هناك الكثير من المبالغة في هذه النتيجة يعني كيف يمكن للعرب أن يحملوا بريطانيا يعني مسؤولية كل نكساتهم ونكباتهم يعني كالعادة؟
نور الدين الفرجاني: يعني هذه النتيجة إن دلت على شيء إنما تدل على أن الوعي العربي بكنه القضية الفلسطينية بدأ يعود، أن هناك نهضة سياسية وأن رؤية سياسية بدأت تتشكل في الفضاء العربي السياسي. نعم، بريطانيا هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل نكباتنا منذ سايكس بيكو إلى يومنا هذا، ما يجري الآن في لبنان وما يجري الآن في العراق وما يجري الآن من حصار في غزة من تقتيل من هدم من تشريد من معسكرات اعتقال في الضفة الغربية نتيجته بريطانيا، هل أمطرت سماء فلسطين فجأة بمئات الآلاف من اليهود؟ ألم يأت هؤلاء في ركاب الاستعمار البريطاني؟ ألم يكونوا رعايا بريطانيين؟ هل جاءت بريطانيا بجيشها عام 1917 لتعتمر في فلسطين في القدس ولطلب الغفران؟ ألم يعلن بلفور وعده المشؤوم يوم دخول اللمبي بجيوشه إلى فلسطين ليعلن عن إقامة وطن قومي لليهود في هذه الأرض المقدسة؟ كيف تسمح بريطانيا لنفسها وهي منتدبة على فلسطين وقواعد الانتداب معروفة لا يمكن تغيير لا في الجغرافيا ولا في الديموغرافيا، كيف تسمح لنفسها أن تعطي اليهود وطنا في أرض لا تملكها منتدبة عليها؟ فإذاً بريطانيا تتحمل هذه المسؤولية ثم..
فيصل القاسم (مقاطعا): حتى الآن نحن نعيش تبعات الكوارث البريطانية علينا؟
نور الدين الفرجاني: إلى يومنا هذا، أنت تحدثت عن أنه انتهى الدور البريطاني، لا بالعكس بريطانيا لحد الآن هي التي تتصرف بالقرار الأميركي، ليكن في علمك بريطانيا هي لعبة بين بريطانيا وأميركا من يقول بريطانيا يقول أميركا ومن يقول أميركا يقول بريطانيا، إلى حد الآن بريطانيا هي التي تقرر ماذا تفعل أميركا، هي التي جرت أميركا إلى حرب العراق، هي التي تتخذ القرار السياسي المتعلق بالمنطقة، بريطانيا هي التي تفكر لأميركا، أميركا عبارة عن ثور وبريطانيا واضعة له حلق في مناخيره وتسحب فيه فهذه بريطانيا، بريطانيا هي رأس الأفعى رأس كل المصائب ليس هنا في الوطن العربي فقط، انظر إلى أستراليا قارة كاملة أبيدت بكاملها نيوزيلندا، تسمانيا، أميركا الشمالية، باسم من؟ باسم المسيحية راحوا هناك وأبادوا الشعوب بأكملها..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني ناقص تشبه بريطانيا.. هذه فيها الكثير من المبالغة سيد فرجاني يعني ناقص تشبة بريطانيا بالنازية يعني؟
نور الدين الفرجاني: لا هي ألعن من النازية، بريطانيا ألعن من هتلر بكثير، هتلر كم حكم؟ من عام 1937 لعام 1945 يعني بضع سنوات، طبعا النازية ارتكبت جرائم في حق اليهود والغجر والبولنديين والروس، قيل إنها قتلت ستة ملايين من عد هؤلاء؟ نحن طبعا بالنسبة لنا كمسلمين {..من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض كمن قتل الناس جميعا..}[المائدة:32]، قتل النفس بغير حق ممنوع. قتلت من اليهود ومن الغجر ومن غيرهم لكن بريطانيا ما فعلته في هذه القارات كمان في أميركا..
فيصل القاسم (مقاطعا): خلينا في العالم العربي كي لا..